
(الويل لكل امرأة تنسى نفسها وتُسرق منها الروح في إغماضة عين،والويل لنا من انفسنا الانانية
حينما نطلب كل شيء ولا يرضيها اي شيء ولا يشبعها اي شيء..حينما تصبح نفس كل منا هي جحيمه الأبدي الذي لا خلاص منه ولو بالموت)*
الساعة في هذه الغرفة تشير الى العاشرة صباحا يوم خريفي مائل الى البرودة والحميمية،عيناي لا تتوقف عن الحركة يميا ويسارا ،
ابحث عن شيء من الطمئنينة ولا اجده هنا،
اين يذهب الجميع عندما نحتاجهم؟
لحظات صامتةوبعضا من السلام النفسي
وقليلا من الخوف والكثير من الموت ،ساعات وينتهي كل هذا
ساعات لا تعرف معها معنى الطمئنينة ،
هل اخبرتكم مامعنى ان تكون آمنا بينك وبين الاخرين وبينك وبين نفسك؟
هل اخبرتكم ماهو الخوف؟
هل سبق وان حدثت احدهم عن معنى الغيبوبة ؟
الغيبوبة ان تصمت طويلا
وجميع من يزورك لا يعلم متى تستيقظ لكنهم يفقدون الامل مع الوقت
وينتظرون رحمة من الله تنزل عليك لتنهي تلك المآساة التي تعيشها وحدك بين اجهزة انتعاش الحياة،
وعندما تطيل فترة احتضان تلك الاسرة البيضاء لجسدك النحيل يطلبون موتا رحيما لك، مأقسى الاطباء والبشر يصنفون الموت كما يشائون.....
وسؤال بين الحين والآخر يطرق مخيلتك هل يشفى المرضى الذين يدخلون في غييوبة الحياة؟
سمعت مرارا ان من تزيد مدة غيبوبتهم تنتهي حياتهم بالموت الرحيم ،اذن ماذا عن المستيقظ ؟
ولا يشعر به احد ،هل تخبرهم انك بخير، ماذا عن عيناك المثقلتين بالتعب وكثرة النوم والضوضاء التي حولك ،
تجري بك الايام وتتبعها ايام اخرى واخرى حتى يأتي اليوم الفاصل في عمرك ،
بداية الوقت فيه تبدأ بنظرة منك الى ساعة الحائط لم يفتني الكثير الساعة تشير الى الثامنة
لكنني لا اعلم ليلا ام نهارا ، كل مااعلمه ان املك جسدا ثقيل مرهق لا اجيد حمله وحدي،
يساعدني البعض وبين الحين والاخر اخجل من طلب مساعدة ،
العاجزون فقط من يطلبون المساعدة والان انا عاجزة حتى عن ذلك ايضا،
ابي ذلك الرجل ذو الشعر الابيض والجسم الممتلئ لا يغادر ذلك الكرسي
ولا تجده يتحدث كثيرا يتابع بصمت احداث العالم ،
فريقه المفضل يخسر دائما يثور مع ثورته ويعود مرة اخرى لتلك الملامح الباردة التي يرسمها ليخبرنا
ان الامر مستتب وكله تحت السيطرة
ومازال يردد على مسامعي :- هذا هو القدر يابنتي اصبري واحتسبي،
باقي افراد عائلتي مختلفون في كل شيء كانت اعينهم مليئة بالدموع
كم اكره تلك الشفقة التي تمتلئ بها احاسيسهم وتفيض كلما وجدوني صامتة لا اتحدث
واتسائل هل شفقتهم على حالي ام على انفسهم التي سيرهقها ماقد يأتي بعد الثامنة،
...... يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق