كثيرا ما تخونني الكلمات وأبحث في قاموسي عن كلمة تعبر عن مابداخلي ولا أجد سوى بعض من الكلمات التي تصف الحالة الاقرب لي ،
عند وفاة أمي لم أستطع ان اكتب كلمة واحدة أعبر بها عن حزني ، كنت أستخدم الدعاء بإستمرار لها لأنني أعلم يقينا أن الدعوة ستصلها ،
وكنت أحتاج بين ليلة وأخرى لضمة صدر تبقيني على قيد الحياة
و اتسأل كيف احظى بضمة منكِ ياامي ؟
ومرت الأيام وتابعنا الحياة لأننا نعلم أيضا أن الحياة لا تقف لموت أحد لكنها تؤجل احساسك بالأشياء والناس والأحداث،
وفي مرورها يتابع الموت رحلته لتستقل جدتي رحلتها وتغادرنا بصمت في ليلة رمضان الاولى بعد وفاة ابنتها التي كانت تفتقدها كلما رأتنا تشعر أنها رأتها وشمت عطر بخورها،
وسكن الهدوء ذلك المنزل وبقينا ننظر لبعضنا كيف لهذه الحياة أن تستمر ، كيف لعجلتها أن تتحرك،كيف سنعود ، هل سنتحدث عن امي وجدتي بصيغة الغائب ،
كم موجع أن تتحدث عن أحدهم بصيغة الغائب ، والموجع أكثر أن تفتقد معهم شيئا منك بإستمرار،
مع كل رحلة ستفقد شيئا لا تعلم ماهو لكنه حتما ستدرك ماهو حين تتفقده ولا تجده،
لكن الحياة لا تقف ايضا تستمر بأخذك في مشاغلها تعد حقيبتك اليومية المليئة بالمهام لتبدأ مجتهدا في السعي وراء ما تصبو إليه في الدنيا ،
وتتوالى الأحداث وتقابل أناس يدخلون حياتك ،
يشاركونك لحظاتك و أفكارك ،يغيرون بك شيئا ويكتشفون فيك شيئا لا تعلمه عن نفسك،
وتبدأ حياتك الروتينية بالخروج عن دائرة تحفظك ، لعالم آخر لا تعلم عنه شيئا يجذلك إليه بقوته وحلاوته،
لكن...
أنت مازلت تتحرك ،
تتنفس صبحا ،
تتنهد ليلا ،
ترقص فرحا،
تبكي حزنا،
تدندن عشقا،
ترسم أملا ،
تساعد أحدا ،تشارك اخرا ،
تحمل سرا ،
وترتحل به ، لكنك حين تستيقظ من تلك الغفوة الحياتية، تكتشف أنك مليء بالأسرار التي أثقلتك ولم تتحدث عنها مع أحد ،
ومع الوقت أيضا لن تتحدث عنها ولا تنبش قبرها لأنك سترجو الزمن ان يقف هنا...
في محطة أسرارك.
/
تحياتي
آمال
#في_جعبتي_حكاية