باولو كويلو الروائي البرازيلي السبعيني الذي يكتب بقلبه وليس بقلمه ولد وسط أسرة ميسورة الحال فوالده كان مهندسا والده ووالدته سيدة كاثوليكية شديدة الإيمان والروحانية وربما ذلك جعله أقرب للروحانيات في خلطة كتاباته التي يقدمها لنا ، درس في مدارس الراهبات و أكمل تعليمه بجامعة الحقوق، لكنه هجر دراسه بعدما قرر الإنضمام إلى جماعة الهيبييز وسافر إلى العديد من البلدان الأوروبية والأميركية،
حياته مليئة بالصخب والمتعة قام بالعديد من الرحلات التي غيرت من حياته وشخصيته وصقلتها
اشتهر في البرازيل كمخرج مسرحي وككاتب لأشهر الأغنيات الشبابية لفنانين برازيليين وروائي قريب للنفس ، تترجم رواياته للعديد من اللغات من مؤلفاته «الحجّ»، «الخيميائي»، «على نهر بيدرا جلست وبكيت»، «الجبل الخامس»، «فيرونيكا تُقرّر أن تموت»، «إحدى عشرة دقيقة»، «الزهير»، «ساحرة بورتوبيللو» أليف، الزانية ، الجاسوسة....
أسباب نجاحه من منظوره الشخصي ، كان يقول بإعتداد : ((البعض يقول أنني أكتب من القلب. أنا أكتب فقط عن الأمور التي أشعر بها. وبالنسبة للنثر فإن طريقتي بسيطة للغاية: الحد الأدنى بقدر الإمكان ولاسيما التخلص من النعوت والظروف )).


الخيميائي:-



الرواية الثانية التي كتبها باولو وهناك من يقول أنها الرابعة وهي تروي عن راعي أندلسي اسمه سانتياغو يسافر طلباً لكنز مدفون في مكان قريب من الأهرامات الفرعونية, يقابل الراعي العديد من الأشخاص الذين يساعدونه, أو يلهمونه, أو يقفون ضده, وفي طريقه للكنز. ويواجه الكثير من المواقف الصعبة, والأفكار المحيرة, واللحظات التي تتطلب شجاعة, واللحظات التي تتطلب بصيرة.
الشخصية فيها الكثير من الاصرار والتصميم والمثابرة وعدم اليأس،
رواية فيها البساطة والنكهة الروحية والطابع الصوفي .. كعادة كل روايات باولو كويلو .. التي يمزجها بالروحانيات ،و اظنني أرى أن وراء شهرتها لدى القارئ العربي هو استعراض باولو لمعالم وعادات وتقاليد شعوب اسبانيا والمغرب ومصر وبعض من أسرار وجمال الصحراء.
هناك دائما كلمة تحدث أمرا وتلك الجملة المشهورة ( روح العالم) تجذبك بشكل يجعلك تفكر باستمرار ولا تتوقف ،
ايضا لديه القدرة على الدخول للنفوس المحطمة التعبة التي استطاعت أن تعيد قراءة ذاتها مع كويلو،
نقطة أخرى:-قوة اللهجة التي تخاطب بها الكاتب مع وجدان القارئ مثل الطاقة التي تنبعث عندما يخاطب الشيخ الفتى قائلاً :
(( أيا تكن .. ومهما تفعل ، عندما ترغب حقاً بشيء ما فإن تلك الرغبة تولد من روح الكون ، هذه هي مهمتك على الأرض )) ص 37



لماذا الخيميائي :-



الرواية جيدة الى حد كبير ربما يتحكم فيها لدينا الترجمة التي قد توصل لك المعنى الحقيقي وراءها او الوصف والخيال والفانتازيا والروحانيات بالشكل الذي يغلب على اسلوب باولو،
اعمال باولو لا تشكي من شيء الا انها لا تعد سوى تسلية جيدة للقارئ العادي الذي يبحث عن اختلاف بشكل هادئ وليس مرهق،قد تبدوا للكثير انها هامشية, وطفولية, وبلا أي معنى,
الرواية الاكثر ميبعا والاكثر اشارة من العديد من القراء قد لا تجدها بهذا الحجم الضخم الذي يبالغ فيه البعض لكنها تقف عند محطة الكتب الغير مشبعة لذائقة الباحث عن الجمال الابداعي والاسلوب الادبي والرقي الماتع .فلا تقع في فخ الاضواء المسلطة.


